بلغنا إيها القاريء السعيد محب العطور العظيم ، انه كان في القرن السابع عشر الميلادي ملك عادل يحب عمل الخير ومساعدة المساكين ، قد رأي رؤية غريبة وظل يراها لثلاثة أيام متتالية ، فجمع الحاشية وأهل مشورته ، وقال أن هذه الرؤي شغلت بالي ووالله ما أظنها رؤية كسائر الرؤي
فقد رأيت في الرؤيا الاولي أفيالا تهرع نحوي من أمصار شتي ، تحمل أحمالا تجلبها من أصقاع بعيدة ثم أنظر فأري هنالك في البعيد ألاف العمال بعضهم يبني ويشيد ومنهم من ينحت زخارف رائعة وخطاطين يخطون وحرفيين يصقلون ويمردون وكانوا منشغلين بأعمالهم وإذا بهم يرونني فيهرعون إلي
ورأيت في الرؤيا الثانية أنني في مكان بهيج لم اره من قبل ، ورأيت زهورا بديعة في بستان وشجيرات ونهرا ، وكل ما رأيته يحوي سوادا بداخلة
ورأيت في الرؤيا الثالثة زوجتي تمسك بوردة في يدها وترتدي وشاحا أبيض وعقدا من الأحجار الكريمة في عنقها ، وتمسكني من يدي وتقودني وأنا أسألها إلي أين وهي تشير إلي صرح بديع علي ضفة نهر، وتقول هاهنا يا مولاي فتذبل الوردة التي في يدها ثم تغمض عينيها وترقد في ذلك المكان
فأفتوني في رؤياي
فأحتارت الحاشية وقرروا الأستعانة بالحكماء ، وبعد أجتماع الحكماء عدة ليال من التأملات وبعد أن يأسوا تماما ، رأوا جميعهم رؤيا واحدة ، وفي الصباح أجتمعوا في ديوان الملك وبدأ كبير الحكماء حديثة
قائلا مولاي لقد عرفنا تفسير رؤياك ، ثم واصل كبير الحكماء قائلا يا مولاي أما الحرفيون والعمال الذين رأيتهم والأفيال فتأويل ذلك أن تحضر عمالا مهره في العمارة والبناء ليبنوا لك مبني
والأفيال لجلب مواد بناء هذا المبني من أنحاء شتي من الأرض ، أما المكان فهو صرح مهيب وهو ما ستبنيه ، وأما السواد الذي رأيته فهو الموت يا مولاي ، وأما الوردة التي ذبلت في يد زوجتك فهي حياتها ، ورقودها في المكان يعني أنه مكان قبرها ، فيا جلالة الملك عليك أن تبني لها قبرا ، لكنه ليس ككل قبر، فعليك أن تبني علما بديعا عند ضريحها ، يجسد جمال العمارة ويخلده التاريخ
فأنشرح صدر الملك وأخذ قرار بناء الصرح
فكانت هذه الرؤيا سبب في أن يبني الملك شاه جيهان لزوجتة التي أحبها حبا شديدا والملقبة ب
(ممتاز محل) وسمي هذا الصرح بتاج محل
وقد أستوحي جاك جورلين في عام 1925 عطر ( جيرلان شاليمار)
فهو عطر مستوحي من حدائق شاليمات في لاهور والتي بنيت علي يد الملك شاه جيهان
ولكن أحرص علي أرتداء عطر خلال يومك ، فقد يحمل عطرك قصة حب